سالي مشالي



بنوتة صغيرة في ثانوي كتبت بوست على الفيسبوك بتسأل فيه صاحباتها "ايه الحاجة الحرام اللي نفسك تبقى حلال وتعمليها؟"
البوست واضح انه في مجتمع من الفتيات المحجبات والمنتقبات.

تعليقات البنات كانت كتير منهن اللي اتمنت تسمع أغاني واللي نفسها تبقى رقاصة وتعليقات لطيفة او كوميدية.

لكن الكارثة اللافتة للنظر في البوست كمية البنات اللي عددهم كبير جدا واحتلوا المركز الاول في انهم كانوا يتمنوا ان "الانتحار" يبقى حلال!!!😮

رقم 2 في الترتيب "خلع الحجاب" مع بعض التفاصيل زي "انزل البحر بالمايوة" او "امشي في الشارع من غير حجاب والهوا يطير شعري".

رقم 3 في امنياتهم كانت "القتل"!!!!😮

طبعا التعليقات تحتاج فعلا دراسة وتحليل، لأن ده السن اللي المفروض البنات فيه تكون متفائلة ومقبلة على الحياة! 😯
الكارثة التانية كانت في آراء الناس على تعليقاتهم وأحلامهم 😕

فيه كم كبير جدااااااا من الواعظات اللي دخلوا مسحوا بالبنات البريئات دول الأرض 😠 واتهموهم انهم منافقات وواخدين الدين بشكل ظاهري 😶

واللي تقولهم "انتو خسارة فيكم الاسلام"
و "يا خسارة حفيدات عائشة" و "ايه البجاحة دي؟ وأين الحياء؟"

وطبعا صاحبة البوست نابها من الحب جانب كبييييير من نوعية "انتي بتدعي للفتنة"
و "قصدك ايه من السؤال ده؟"
و "حتاخدي ذنب كل التعليقات دي"!!!

من الناحية التانية .. فيه شباب لقوها فرصة دخلوا يقولوا "الواحد احسن حاجة مايتجوزش مصرية"
او "ايه البؤس ده؟ احلامكم بسيطة .. وحقكم الطبيعي في الحياة حارمين مفسكم منها ليه؟"

فيه ناس كتير اخدت برنت سكرين من البوست والتعليقات وظاطت عليه. و "شوفوا البنات المتدينات مكبوتات ومعذبات ازاي؟"
تعليقي الوحيد على القصة دي كلها ان كووووووول دووووول بائسين وبائسات فعلا جدااااااا.

احنا ولا عارفين نعيش .. ولا عارفين نحترم بعض .. ولا عارفين نخلينا في نفسنا ... ولا عارفين نرحم غيرنا 😬

احنا مجتمع عنصري حقييييييييير بيحاسب الأطفال على أحلامهم وكل طرف بيستغل أي ثغرة يهاجم بيها الطرف التاني ... ولو على حساب نفسيات أطفال صغيرين 😠 قرررررررف

ملاحظة أخيرة: صاحبة البوست مسحته بعد الهجوم الرهيييييييب اللي اتعرضتله من كل الأطراف اللي تعرفهم واللي ماتعرفهمش.
ده غير ان الشير اللي اتعمل للبرنت سكرين تعدى على خصوصيات البنات دول فعلا وانا متوقعة انه اذاهم.

انا احتفظت بالبرنت سكرين عندي لغرض تحليله والتعليق عليه .. وبانشرلكم هنا صور من المحادثة بعد تظليل الاسماء والصور بتاعة اصحاب التعليقات .. الصور المنشورة هنا حوالي 10 من 30 صورة عندي للمعركة دي (مكنتش حاقدر أظلل كل دول)

أقروا التعليقات وفكروا ازاي البنات الصغيرين الزهرات القمرات بقوا مكتئبات كده. 

فكروا كمان في إجابة للسؤال الأزلي: امتى بقى كل واحد فينا يخليه في نفسه ويبطل ينصب نفسه حكم وقاضي وواعظ وساخر على الآخرين؟؟ 
 











































  



































































 




سالي مشالي


الست الجميلة دي .. اشتغلت عاهرة محترفة لمدة 25 سنة في امريكا.

اتخضيت؟ اتقرفت؟ مستنكر؟ حاسس بأيه؟ بتفكر في المجتمع الأمريكي المنحل . واللي ماعندوش دين؟ والحمدلله اننا عايشين في مصر ام الدنيا، وللمجتمع المصري اللي متدين بطبعه؟

طيب .. خلليني أكملك الحكاية ..

الست دي اتولدت سنة 60 من ام فقيرة عمرها 16 سنة، ماتت وبطلتنا رضيعة عندها 6 شهور.

جدتها تولت تربيتها، واللي هي بتوصفها بأنها كانت ست طيبة ولطيفة بتغينلها وتعملها بسكوت وكانت بتحبها، بس الجدة دي للأسف كانت بتشتغل في مكان بعيد بيحتاج 4 ساعات رايح جاي غير وقت الشغل.

وكانت بتضطر تسيب "بريندا" (اسم بطلة القصة) في البيت لوحدها.

الجدة كمان رغم طيبتها وشقائها كانت بتعاني من مشكلة أدمان الخمرة، واللي كانت نتيجته أنها بتسكر أحيانا في البيت مع عدد من الأصدقاء الرجال.

اللي بيرندا متأكدة منه ان جدتها مكنتش تعرف ان أصدقائها دول كانوا بيتحرشوا وبيغتصبوا بيرندا وهي نايمة سكرانة، من ساعة ما بيرندا كان عمرها خمس سنين!!

بيرندا كانت بتخاف تحكي لجدتها (كعادة كل الأطفال) وكانت في احتياج للحب والصداقة واللي كان نتيجته انها عمرها ما قالت لا لأي شاب يتودد ليها بكلمتين حلوين.

نتيجة ده أصبح عندها طفلتين صغيرين من ولاد الجيران وهي عمرها 14 سنة!!

الأسرة فقيرة والجدة عجوزة والأطفال محتاجين يأكلوا وبيرندا هي المسؤولة انها تتصرف وتجيب فلوس.

طبعا كانت الدعارة هي الشغلانة الوحيدة اللي هي تعرف تعملها 

بعد ما وقفت مرتين على ناصية الشارع ورجعت لجدتها ب400 دولار. فرحت بيهم الجدة جدا ومسألتهاش جابتهم منين، هاجمها 2 من بلطجية الحي بمسدسات، وخطفوها واغتصبوها وبعدين حبسوها جوه دولاب في اوتيل ماتعرفوش وهي بتعيط وبتتوسل لهم يخرجوها او على الاقل يدوها تاكل لأنها جعانة. وفضلوا حابسينها 6 ايام.


خرجوها وضربوها وهددوها كتير وسمحولها تروح بشرط انها تشتغل لحسابهم، وبعد ما كانت بتنزل بس مرة كل اسبوع عشان تجيب فلوس اكل لبناتها. بقت بتشتغل مع 5 اشخاص في اليوم وتتضرب وتتجلد وتتعامل باحتقار وتاخد اللي القوادين يسمحولها بيه بس.
هي المسؤولة؟ ده كان اختيارها؟ فاسقة؟ فاجرة؟ داعرة؟ هي حابة تشتغل كدة؟
طيب .. نكمل ..
يمكن تندهشوا .. بس أحب أقولكم ان المجتمع الامريكي بيحتقر العاهرات وبيعاملهم بعنف وعنصرية لا تختلف عن أجمد عقلية متحجرة عندنا وبتفكر ان "النار ولا العار".

بيرندا في مرة بعد 25 سنة شغل. وهي راجعة مع زبون في عربيته .. الزبون ده قرر فجأة انه يطلع عقده النفسية عليها ونزلها بعنف من العربية.. الكارثة ان فستانها اتشبك في باب العربية والراجل فضل يجرها وراه لمسافة كبيرة لغاية اما الفستان اتقطع ومعاه جلد وشها وجلد جسمها كله من الجنب.

اما الاسعاف نقلتها دخلوها العناية المركزة لأن حالتها كانت متدهورة ومحتاجة عناية، وبعدين طلبوا البوليس عشان يعملوا محضر بالواقعة (إجراء روتيني متعارف عليه حتى عندنا في مصر).
الظابط اللي جاي يعمل المحضر أول ما شافها قال للطاقم الطبي انه يعرفها وانها مجرد "عاهرة" اكيد ضحكت على الزبون واخدت فلوسه فضربها عشان ينتقم منها.
الطاقم الطبي أول ما سمع كده رماها برة غرفة العناية المركزة كما لو كانت حيوان مش انسان يستحق الرعاية
"بيرندا" بكت واستغاثت بربنا .. فربنا كرمها والشيفت الطبي اتغير والطاقم الجديد تعاطف معاها وعالجوها والدكتورة حولتها للمركز الاجتماعي اللي حولها بدوره لبيت رعاية وتأهيل استقبلوها فيه وساعدوها وقالولها انها حتفضل عايشة معاهم واكلة شاربة نايمة لغاية اما تحس انها قادرة تخرج وتشتغل وتتعامل مع المجتمع تاني.

عاشت هناك سنتين.

ولما خرجت قررت تساعد اللي زيها .. اللي ظلماهم الظروف وتحالف ضدهم المجتمع ..

أنشأت جمعية رعاية وتأهيل للفتيات الصغيرات عشان تنقذهم من مصيرها، ونجحت فعلا في انقاذهم ومنهم اللي خلصوا ثانوي ومنهم اللي حصلوا على منح عشان يدرسوا في الجامعة.

مش بس كده "بيرندا" لقت فارس أحلامها اللي حبها زي ما هي من غير ما يحاسبها أو يحكم عليها بناء على ماضيها واللي ساندها في كل خطواتها وربى معاها بناتها اللي اتخرجت منهم واحدة طبيبة والتانية محامية حقوق انسان.

"بيرندا" احتفلت مؤخرا بعيد جوازها العاشر من الشخص الراااااااائع ده، وكمان اتبنوا بيبي جديد عشان يربوه سوا.

يا ترى مجتمعنا الراقي حيشوف القصة دي ازاي؟ يا ترى بنبص للبنات المساكين اللي احنا مش عارفين اذا كانوا وقعوا ولا الهوى رماهم ازاي؟ يا ترى بنحاسب وبنحاكم نفسنا برضه .. ولا كفاية نحاسب ونحاكم الآخرين؟

فيه تفاصيل اضافية تقدروا تتعرفوا عليها بالدخول على اللينك (باللغة الانجليزية)
 القصة نقلا عن موقع BBC