سالي مشالي
تدخل كل يوم مع كوب الشاي صباحًا وكوب من النسكافيه ليلاً لتطل من نافذتها الصغيرة عبر شاشة الكمبيوتر أو شاشة محمولها على موقع الفيس بوك.. إما لتنعي حظها (الموكوس في جوازتها المنيلة ) أو لتشتكي لصديقاتها من حماتها ذات القنبلة الموقوتة..
أو لتصرخ (وتشد في شعرها) من شقاوة عيالها.. أو لتدشن صفحات عبر الفيس بوك تحت عناوين مختلفة تلمح بالنكد والزهق والطهقان والملل من الحياة التي ليس لها أي معنى بالنسبة لها.. ولم تفكر إحداهن في أن تستغل ذلك الوقت أو تلك الطاقة المهدورة (في سرد كافة أشكال النكد وألوان الهم) في عمل مفيد تطور به من نفسها وتزيد من دخلها وتقوي من فكرها وتصبح من خلاله قدوة لأبنائها.. وتعبُر به من وظيفة ربة بيت محبطة إلى امرأة لها وظيفة أخرى في الحياة.. غير التي ذكرناها سابقا.

سالي مشالي والفيس بوك

"سالي مشالي" واحدة من ربات البيوت التي كاد الإحباط ينبش في قلبها وينخر في علقها إلا أنها سرعان ما قاومته وهاجمته بإصرارها على تغيير مسار حياتها والتي حجزت من خلال جهدها ومثابرتها مكانًا ليس بين الصحفيين فحسب، بل بين سيدات المجتمع الناجحات أيضًا حتى تحولت (من ربة بيت محبطة إلى صحفية دولية).

قالت سالي مشالي، رئيسة تحرير موقع (نريد) الإلكتروني ومشرفة تدريب في مؤسسة "بي بي سي ميديا أكشن"، عن قصة نجاحها إن الفيس بوك حولني من ربة منزل وأم محبطة وبلا أي دخل إلى صحفية ناجحة ومميزة وذات علاقات دولية واسعة.
 
بداية القصة
وذكرت مشالي عن قصتها، بدأت العمل في المجال الصحفي سنة 2005، في مرحلة متأخرة من حياتي (34 سنة) حيث كنت متفرغة قبلها لتربية 3 أبناء صغار ولم أعمل من قبل، بالرغم من أنني كنت صحفية مجتهدة ومتميزة إلا أن مرتبي وقتها - ولمدة عامين - كان 500 جنيه شهريًا (حوالي 71 دولار أمريكي) وهو ما لم يكن يكفي مصروفاتي الشهرية بأي حال من الأحوال، وكنت أعمل ما يفوق الـ 12 ساعة لمدة 6 أيام أسبوعيا، وقد أمارس بعض المهام في يوم الإجازة الوحيد في محاولة لتحسين دخلي.

التعرف على الفيس بوك
وأضافت سالي، في سنة 2007 تعرفت على الفيس بوك وبدأت من خلاله في التعرف على أماكن الدورات التدريبية المجانية لتحسين مهاراتي، وحصلت وقتها بالفعل على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر ICDL ، وحصلت على عدد من دورات اللغة الانجليزية التي ساهمت في رفع كفاءتي المهنية.
 
مراحل التغيير
وتابعت الصحفية الدولية، تنقلت بعدها للعمل في أكثر من موقع إلكتروني بمرتبات متفاوتة، حتى وجدت إعلانًا على الفيس بوك يعلن فيه موقع جريدة الشروق عن احتياجه لفريق عمل كامل، كان هذا الإعلان فرصة متميزة لي للعمل في واحد من أكبر الأسماء الصحفية في مصر، بالفعل تم قبولي وظللت في العمل لمدة عامين وصلت خلالهما لأعلى منصب إداري في الموقع (بعد مدير التحرير) وهو "رئيس الشيفت والديسك".
 
رئيس تحرير

وفي 2011  قالت سالي، كانت الخطوة التالية في عملي حيث أصبحت رئيس تحرير موقع "نريد" الإلكتروني، وهو الموقع الذي كان يعمل على نشر التوعية السياسية بين الشباب من خلال عدد كبير من الأنشطة، وكان لصفحة الفان بيدج للموقع (تخطى عددها 750 ألف فان) دور كبير في نشر الأخبار والمسابقات والندوات التي كنا نقيمها في هذا الوقت.

في هذه الأثناء تعرفت أيضا عن طريق الفيس بوك على إعلان يطلب مشرفي تدريب "Mentor" صحفيين من مصر للعمل في مشروع "الجوار الإعلامي " Media Nieghbourhood" والذي يشرف على تنفيذه مؤسسة "بي بي سي ميديا أكشن" "BBC Media Action"، والذي كنت محظوظة حينما تم قبولي للعمل به.
 
العمل التطوعي
وتضيف مشالي، تقدمت أيضًا لعمل تطوعي مع برنامج مايكروسوفت في مصر "طموح المرأة"  أو "Aspire Woman" والذي أحاول من خلاله نقل خبراتي المهنية والإنسانية لعدد من الشابات المتميزات الطموحات، وأصبحت أهم طرق تواصلنا معا هي "الفيس بوك".
 
وتعلق، مساري المهني تقدم بصورة كبيرة أيضا عن طريق عدد كبير من ورش العمل والدورات التدريبية التي عرفت بها من خلال الصفحات المتخصصة على الفيس بوك، فالتحقت بعدد من الدورات التدريبية التابعة لـ "رويترز" و"GIZ" و"BBC" ونقابة الصحفيين المصرية.
 
شغل صحافة
وتستطرد ربة البيت الناجحة قائلة، بسبب إحساسي بفضل فيس بوك في تغيير مسار حياتي، قمت سنة 2009 بعمل جروب اسمه "شغل صحافة ومش كله صحافة" وصفحة فان بيدج اسمها "شغل صحافة" وبدأت أنشر من خلالها الفرص التدريبية والوظائف الخالية والمنح والمؤتمرات والفعاليات التي تهم الصحفيين، ومن خلال هذه الصفحة تمكن عدد كبير من الصحفيين من تغيير مسار حياتهم وتنمية مهاراتهم، وألتحق آخرون بالعمل الصحفي بالرغم من أنهم لم يكونوا قد فكروا بإمكانية هذا من قبل.
 
كما أنتوي الفترة القادمة التركيز على تدريب الصحفيين من خلال الخبرات التي استطعت تحصيلها على مدى السنوات الماضية، وبالتأكيد سيكون فيس بوك من أهم وسائلي لتحقيق هذه الغاية.
 
شكرًا فيس بوك
وتختتم سالي مشالي قصة نجاحها بتقديم شكر خاص للفيس بوك قائلة، لقد أتاح لي فيس بوك الفرصة لتوسيع علاقاتي المهنية والإنسانية، كما أنه سمح لي بمراقبة ردود أفعال كل المنتمين لمختلف التيارات السياسية والدينية في مصر، من خلال الأصدقاء والصفحات المختلفة، لقد حولني فيس بوك من ربة منزل وأم محبطة وبلا أي دخل إلى صحفية ناجحة ومميزة وذات علاقات دولية واسعة، شكرًا فيس بوك.

كتبت - سمية الجوهري ، وتم نشر الموضوع على موقع مصر العربية بتاريخ  5 أبريل 2014
سالي مشالي



البداية من ''حدوتة'' ترويها لأطفالها الصغار، تخترع بدايتها ويتجاوبون معها في نسج أحداثها، ''كراسة'' تجمع فيها حكاياتها الصغيرة وتستأذنها إحدى صديقاتها أن تستخدمها كـ''منهج تعليمي'' للأطفال، موقف صعب تتعرض له وتُحرم من أطفالها، وتصبح ''السيدة المحبطة'' في حاجة لتدبير والإنفاق على أمرها، ويكون الحل في ''فيسبوك''، ومن خلاله تصبح ''صحفية ناجحة''.

''سالى مشالي'' الصحفية الحرة بعدد من الصحف الورقية والمُدربة لدى بعض وكالات الأنباء العالمية، حولت قصة ''إحباط'' إلى نجاح في مهنة لم تدرسها ولم تكن في حسبانها، واستغلت شبكة ''فيسبوك'' أحسن استغلال، فكانت طريقها لـ''كورسات تدريب صحفي''، دراسة بكلية التجارة تقول عنها ''سالي'' بسخرية: ''التجارة دي زي محو الأمية بتاخدها وبعدها بتبدأ تشوف هتشتغل إيه''، لكن فرص العمل لم تتح أمامها، وانخرطت في الزواج وإنجاب ثلاثة أطفال ''كانوا كل شغلتي في الحياة''.

علاقة بالكمبيوتر لا تتجاوز لعب ''الكوتشينة'' لتسلية نفسها، وتشغيلها لأفلام الكارتون لصغارها، ونادرا ماكانت تقرأ مقالات في مجال تربية الأطفال تستعين بها في تربية أطفالها، وجانب المتعة الأكبر هي ''الحواديت''، حتى أنها كانت لا تتقن سوى إلقاء خيط بداية القصة لأبنائها، وتنسج الأحداث من خيال الأطفال ورسوماتهم البسيطة، وهو ما تحكيه بفخر عن رسومات ابنتها الصغيرة ذات الثلاث سنوات حينها. بيد أن تلك القصص استعانت بها إحدى صديقاتها في صناعة مناهج تربوية بأحد المساجد، وهي الحصص التي حضرها صغار ''سالي'' ليستمعوا فيها عن حكاية ''فتح القسطنطينية''، وتكون المفاجأة لهم ''دي مش حدوتة، إحنا كاتبينها، قوليلنا جديد''.

طلاق فحرمان من الأطفال، أزمة نفسية واجهتها ''سالي'' واصبحت في مواجهة ظروفها وفوق منها ''هصرف إزاي''، نصيحة من الأصدقاء أن تنشر قصص للأطفال، قالت ''لفيت على دور النشر ومحدش خد مني حاجة، يدوب نصحوني أكتب إزاي وأطور من كتابتي''، ثم ''حد من زمايلي وصى عليا صحفي صاحبه في موقع إلكتروني، وبدأت رحلتي مع الصحافة من 10 سنين، وكان عمري 34 سنة.. مش هتكون صحفي إلا لو نزلت الشارع''.

''5 ورود من أول مرتب''، بلغ 225 جنيها اقتطعت منه مبلغا لتهادي به أطفال صديقاتها الأربع والباقي ''مصاريف مواصلاتي''، وحينها؛ ظهر في حياتها ''فيسبوك'' فتعرفت من خلاله على ''أماكن الدورات الصحفية المجانية''، ومن دورة لأخرى تعمقت صلاتها مع القائمين عليها، فضلا عن دورات الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وإعلان يقع تحت بصرها عن ''طلب فريق عمل بأحد الجرائد الكبرى''، وخلال عامين تصل لمنصب ''رئيس قسم''.

''2011.. رئيس تحرير''، تقول ''سالي'' إنها لم تنقطع عن تلقي الدورات وتطوير نفسها جنبا إلى جنب وعملها كصحفية، حتى وصلت في 2011 لرئاسة تحرير ''نريد'' لنشر التوعية السياسية بين الشباب، بعدها علمت من ''فيسبوك'' أيضا عن طلب مدربين لأحد الدورات، والتي تشرف عليها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ثم ''رويترز وGIZ''، تنشأ خلالها روابط تعارف مع صحافيين من مختلف أنحاء العالم، وتبادل خبرات وتدريبات معهم، وهي ما توجزه ''سالي'' بتدوينة قالت فيها: ''دخلت العالمية''.

حلم ''سالي'' القادم حكته بقول: ''هركز على تدريب شباب الصحفيين، أنا لحد الأن صحفية حرة وبدور على شغل، لكن التدريب لا يتوقف''، معترفة بفضل ''فيسبوك'' وإتاحة فرصة توسيع العلاقات والتعرف على آراء مختلف التيارات، فتقول: ''لقد حولني فيسبوك من ربة منزل وأم محبطة وبلا أي دخل إلى صحفية ناجحة ومميزة وذات علاقات دولية واسعة''.

كتبت- نوريهان سيف الدين: ونشر في موقع مصراوي بتاريخ: 14 ابريل 2014