سالي مشالي



البداية من ''حدوتة'' ترويها لأطفالها الصغار، تخترع بدايتها ويتجاوبون معها في نسج أحداثها، ''كراسة'' تجمع فيها حكاياتها الصغيرة وتستأذنها إحدى صديقاتها أن تستخدمها كـ''منهج تعليمي'' للأطفال، موقف صعب تتعرض له وتُحرم من أطفالها، وتصبح ''السيدة المحبطة'' في حاجة لتدبير والإنفاق على أمرها، ويكون الحل في ''فيسبوك''، ومن خلاله تصبح ''صحفية ناجحة''.

''سالى مشالي'' الصحفية الحرة بعدد من الصحف الورقية والمُدربة لدى بعض وكالات الأنباء العالمية، حولت قصة ''إحباط'' إلى نجاح في مهنة لم تدرسها ولم تكن في حسبانها، واستغلت شبكة ''فيسبوك'' أحسن استغلال، فكانت طريقها لـ''كورسات تدريب صحفي''، دراسة بكلية التجارة تقول عنها ''سالي'' بسخرية: ''التجارة دي زي محو الأمية بتاخدها وبعدها بتبدأ تشوف هتشتغل إيه''، لكن فرص العمل لم تتح أمامها، وانخرطت في الزواج وإنجاب ثلاثة أطفال ''كانوا كل شغلتي في الحياة''.

علاقة بالكمبيوتر لا تتجاوز لعب ''الكوتشينة'' لتسلية نفسها، وتشغيلها لأفلام الكارتون لصغارها، ونادرا ماكانت تقرأ مقالات في مجال تربية الأطفال تستعين بها في تربية أطفالها، وجانب المتعة الأكبر هي ''الحواديت''، حتى أنها كانت لا تتقن سوى إلقاء خيط بداية القصة لأبنائها، وتنسج الأحداث من خيال الأطفال ورسوماتهم البسيطة، وهو ما تحكيه بفخر عن رسومات ابنتها الصغيرة ذات الثلاث سنوات حينها. بيد أن تلك القصص استعانت بها إحدى صديقاتها في صناعة مناهج تربوية بأحد المساجد، وهي الحصص التي حضرها صغار ''سالي'' ليستمعوا فيها عن حكاية ''فتح القسطنطينية''، وتكون المفاجأة لهم ''دي مش حدوتة، إحنا كاتبينها، قوليلنا جديد''.

طلاق فحرمان من الأطفال، أزمة نفسية واجهتها ''سالي'' واصبحت في مواجهة ظروفها وفوق منها ''هصرف إزاي''، نصيحة من الأصدقاء أن تنشر قصص للأطفال، قالت ''لفيت على دور النشر ومحدش خد مني حاجة، يدوب نصحوني أكتب إزاي وأطور من كتابتي''، ثم ''حد من زمايلي وصى عليا صحفي صاحبه في موقع إلكتروني، وبدأت رحلتي مع الصحافة من 10 سنين، وكان عمري 34 سنة.. مش هتكون صحفي إلا لو نزلت الشارع''.

''5 ورود من أول مرتب''، بلغ 225 جنيها اقتطعت منه مبلغا لتهادي به أطفال صديقاتها الأربع والباقي ''مصاريف مواصلاتي''، وحينها؛ ظهر في حياتها ''فيسبوك'' فتعرفت من خلاله على ''أماكن الدورات الصحفية المجانية''، ومن دورة لأخرى تعمقت صلاتها مع القائمين عليها، فضلا عن دورات الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وإعلان يقع تحت بصرها عن ''طلب فريق عمل بأحد الجرائد الكبرى''، وخلال عامين تصل لمنصب ''رئيس قسم''.

''2011.. رئيس تحرير''، تقول ''سالي'' إنها لم تنقطع عن تلقي الدورات وتطوير نفسها جنبا إلى جنب وعملها كصحفية، حتى وصلت في 2011 لرئاسة تحرير ''نريد'' لنشر التوعية السياسية بين الشباب، بعدها علمت من ''فيسبوك'' أيضا عن طلب مدربين لأحد الدورات، والتي تشرف عليها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ثم ''رويترز وGIZ''، تنشأ خلالها روابط تعارف مع صحافيين من مختلف أنحاء العالم، وتبادل خبرات وتدريبات معهم، وهي ما توجزه ''سالي'' بتدوينة قالت فيها: ''دخلت العالمية''.

حلم ''سالي'' القادم حكته بقول: ''هركز على تدريب شباب الصحفيين، أنا لحد الأن صحفية حرة وبدور على شغل، لكن التدريب لا يتوقف''، معترفة بفضل ''فيسبوك'' وإتاحة فرصة توسيع العلاقات والتعرف على آراء مختلف التيارات، فتقول: ''لقد حولني فيسبوك من ربة منزل وأم محبطة وبلا أي دخل إلى صحفية ناجحة ومميزة وذات علاقات دولية واسعة''.

كتبت- نوريهان سيف الدين: ونشر في موقع مصراوي بتاريخ: 14 ابريل 2014
0 تعليقات

إرسال تعليق